وجه مألوف له مكانه الدافئ في ذاكرة المشاهد، وممثلة أجادت اللعب في العديد من الأدوار سواء في المسرح أم التلفزيون فكانت الوجه اللامع في أعمال القدير صلاح تيزاني (ابو سليم).
فاتن الطويل تروي لموقع الفن ما يدور في سراديب الانتاجات الدرامية وتقيم الوضع الفني العام بالبلد، كما تطلعنا على بعض شؤونها الأسرية عبر هذا اللقاء.
فاتن الطويل ممثلة من الزمن الجميل ماذا تعني لها جائزة " مهرجان الزمن الجميل"؟
اولا , كان من المفروض أن تقوم وزارة التربية بالدولة اللبنانية بهذا المهرجان، لأن فناني الأمس لهم الفضل الكبير بوضع أسس الدراما اللبنانية وتوضيد ركائزها. لا يسعني أن أصف لك شعوري وإحساسي في تلك اللحظة والحمد لله أن يكون في البلد شخصية تقدر الفن والفنانين مثل الدكتور هاراتش.
ما هي مطالب الفنان برأيك بعد مشوار طويل مع الاضواء؟
التقدير المعنوي والثناء على تاريخه الفني لأنه يقدم تضحيات جسام . كثيرون من عامة الناس يجهلون الصعوبة التي يقدمها الفنان للانصهار في الدور الذي يلعبه ليكون ناجحاً في تأديته. أصل أحيانا من التصوير الى بيتي منهكة ومتعبة.
هل يأتي الفن بالملايين؟
(تضحك) قصدك "الملاليم" . للأسف الفن عندنا لا يصنع الثروات، والفنان الأصيل يأتي الى دنياه معدوماً ويرحل عنها ولم يتغير شيء فيه. الفن يجعل منك مليارديرا بمحبة الناس وتعاطفهم معه.
فاتن الطويل لأي درجة متصالحة مع نفسك فنياً ؟
لأبعد الحدود، فأنا مؤمنة بأن الانسان لا يحصل إلا على ما هو مكتوب له.
عملك الطويل ضمن فرقة القدير صلاح تيزاني لم يطبع شخصيتك كممثلة في اطار محدد في اذهان المشاهدين؟
الأستاذ صلاح مبدع يدوزن الأحداث في نصه بطريقة محكمة بعيداً عن التكرا ر والإطالة وثانياً أعماله تثبت صورة الشخصية في أذهان المشاهدين، مثل كاركتير شكري شكر الله البخيل وأسعد الذي ينسى ودرباس القروي الطيب.
أين أصبحت الدراما اللبنانية اليوم؟
بحسب ما هو يعرض من أعمال فهي ماشية على الطريق السليم وبدأت تحقق تقدماً كبيراً بالانتشار على صعيد الوطن العربي، إنما بعض شركات الإنتاج تسترخص في انتاجاتها من الناحيتين التقنية والميكانيكية وهذا ما يسبب خللاً في بعض الأعمال.
هل تعكس الدراما اليوم بصدق حقيقتنا؟
بحسب النص وكاتبه، فأنا مثلاً أرى أن بعض الكتّاب يبالغون في تفعيل الصيغة الدرامية في أعمالهم، انما البعض الآخر يسلط الضوء على موضوعات اجتماعية تلامس أوجاعنا الإنسانية ويتم نقلها للمشاهد بأمانة.
هل شعرت للحظة واحدة بشيء من الملل أو التعاسة في الفن؟
بالعكس، كنت أشعر بفرح عامر مع كل عمل أقدمه، لأن مجال التمثيل يسيطر على العقل الذي ينقل بدوره الممثل الى العديد من الشخصيات، فلا يتوقف في زمان ما أو مكان ما .
لأي مدى الفطرة والموهبة تؤثران على حضور الفنان؟
أنا شخصياً بدأت مشواري الفني منذ زمن بعيد كنت صغيرة بالعمر، لكنني أكملت دراستي في معهد الفنون، فاكتشفت أن الموهبة مثل نبتة الزرع بحاجة لمن يرويها لتبقى محافظة على حيويتها، والدراسة هي مصدر التغذية عند الموهبة.
كيف تتعاملين مع الكاركتير المكتوب على الورق قبل الوقوف أمام الكاميرا؟
اذا لامسني من الداخل ووجدت نفسي فيه أتعامل معه بلهفة قوية، فالدور هو من ينادي الفنان وليس العكس، أدرسه من كل جوانبه وأعايشه بأدق تفاصيله، ثم أضفي عليه شيئاً مني.
لاحظت أنك عاتبة على بعض شركات الانتاج؟
ليس عتباً بقدر ما هو تمنٍ، لأن بعض هذه الشركات لا يأتي بالممثلين الكفوئين مما يخلق نوعاً من الخلل في الأعمال.
لماذا فاتن غائبة هذه الفترة عن الشاشة الصغيرة؟
بصراحة، أنا عائدة في شهر رمضان المبارك بعمل من كتابة محمد النابلسي واخراج عاطف كيوان، ألعب فيه شخصية "ام رزوق" وهي شخصية معقدة وصعبة.
مثلت أكثر من عشر سنوات مع القدير صلاح تيزاني ماذا تعلمت من هذه المدرسة الكوميدية؟
العفوية والبساطة، الزميلة ختام اللحام ليست خريجة معهد الفنون وبفضل اجتهادها حققت مكانتها الفنية، عملي مع الأستاذ صلاح فتح أمامي فرصة التآلف مع الكاميرا وكسر بداخلي هذا الخوف.
أيهما الأفضل عندك المجال الكوميدي أو الدرامي؟
طبعاً الاثنان معاً، فالممثل لا يحق له التخصص في مجال معين والانحسار بنوعية من الأدوار، فأنا المجالان عندي على مسافة واحدة، إنما بالمجال الكوميدي يحتاج العمل الى مجهود مضاعف لأنه من السهل أن تبكي الآخر لكن من الصعب أن تضحكه.
فاتن الانسانة مقربة من نظيرتها الفنانة؟
أنا بطبعي إنسانة مرحة تحب الحياة وتقوم كل يوم متفائلة ومن الطبيعي أن تكون فاتن الفنانة متأثرة بي.
ماذا علمك الفن؟
الصبر ثم الصبر ثم الصبر.
في خيالك دور تودين تنفذيه وتعتبرينه دور العمر؟
صدقني الفنان يعاني من الشجع مهنياً مهما قدم من أعمال وحقق من نجاحات يظل يطمح للمزيد. أنا أنتظر دوماً دوراً يكون فيه صدفة جديدة في حياتي الفنية..
الممثلة الأم أكثر صدقاً بالمشاعر من غيرها؟
الأمومة حالة خاصة عند المرأة، فليس بالضرورة التمايز، لأن هناك أمهات لم ينجبن، لكنهن حققن نجاحات عظيمة بمشاعرهن.